زفاف بيزوس وسانشيز يثير الجدل في البندقية.. وسكان غاضبون من فوضى الأثرياء
زفاف بيزوس وسانشيز يثير الجدل في البندقية.. وسكان غاضبون من فوضى الأثرياء
شهدت مدينة البندقية الإيطالية الجمعة حفل زفاف فاخر جمع بين مؤسس "أمازون" جيف بيزوس (61 عامًا) والإعلامية الأمريكية السابقة لورين سانشيز (55 عامًا)، وسط إجراءات أمنية مشددة، وحضور مشاهير عالميين، واحتجاجات سكان محليين وناشطين بيئيين.
مشاهير وسفن ويخوت فاخرة
أقام العروسان مراسم الزواج في جزيرة سان جورجيو ماجوري المطلّة على قلب المدينة، قبل أن يحتفلا رسميًا في فندق "أمان" الفاخر المقام في قصر تاريخي يعود إلى عصر النهضة، والذي حُجز بالكامل لهذه المناسبة، وتبدأ أسعار الغرف فيه من 2000 يورو لليلة، وفق فرانس برس.
وحضر الحفل عدد من أبرز نجوم العالم، بينهم إيفانكا ترامب، وكيم وكلوي كارداشيان، والنجم الرياضي توم برايدي، وأوبرا وينفري، الذين وصلوا في يخوت وطائرات خاصة، ما أثار انتقادات بيئية واسعة.
أثار الحدث الفخم جدلاً محليًا. وصرّحت كيارا ترابويو، وهي طالبة مقيمة في البندقية، بأن "الزفاف يدرّ أموالًا على المدينة، لكنه يتعارض مع هويتها الثقافية".
من جانبه، دافع ساموئيل سيلفستري، وهو تاجر محلي، عن الزفاف، قائلاً إن "السياحة المفرطة لا تأتي من حفلات زفاف الأثرياء، بل من جحافل الزوار اليوميين الذين لا يبيتون هنا ولا يسهمون في الاقتصاد المحلي".
السلطات تدعم الحدث
رغم الجدل، دعمت السلطات المحلية هذا الحدث، إذ أعلن رئيس منطقة فينيتو، لوكا زايا، أن بيزوس سيتبرع بـ 3 ملايين يورو لمشاريع بيئية وتعليمية تشمل جامعة البندقية الدولية، ومنظمة اليونسكو، وجمعيات حماية البحيرات.
وقال زايا: "آمل أن تتحول هذه الشرارة بين بيزوس والبندقية إلى التزام طويل الأمد".
البندقية ليست للبيع
في المقابل، خرجت احتجاجات رمزية نظمها سكان محليون تحت شعار "لا مكان لبيزوس"، رافضين ما اعتبروه خصخصة الفضاء العام لحفل زفاف نخبوي يزيد من تعقيد حركة السكان.
هتفت الناشطة أليس بازولي (24 عامًا): "هذا الزفاف يسبب فوضى كبيرة، وتمت ملاحقة نشطاء المناخ وقمع احتجاجاتهم، في حين تُغلق بعض القنوات وتُشدد المراقبة في المدينة".
لكن محافظ البندقية داركو بيلوس نفى فرض إجراءات أمنية غير معتادة، مؤكدًا أن "المدينة لم تُغلق، ولم يتم استدعاء تعزيزات أمنية إضافية".
"الأثر الكربوني" للزفاف
لم يمر الحدث دون استياء من منظمات بيئية، أبرزها غرينبيس، التي اتهمت الضيوف بالإسهام في "تدهور التوازن البيئي الهش للمدينة"، مشيرة إلى أن الطائرات الخاصة التي أقلّت الضيوف تُصدر انبعاثات من ثاني أكسيد الكربون تفوق الطيران العادي.
ووفق دراسة نشرت عام 2024 في منشور تابع لمجلة "نيتشر"، فإن الطائرات الخاصة تمثل ما بين 1.7% و1.8% من إجمالي انبعاثات قطاع الطيران، رغم أنها تُقل نسبة ضئيلة جدًا من الركاب.
أثار هذا الزفاف صدى إعلاميًا واجتماعيًا أوسع بكثير من زفاف النجم جورج كلوني في المدينة نفسها قبل أكثر من عشر سنوات، حين لم تسجل احتجاجات تُذكر، لكن الفرق أن بيزوس لا يُعد فقط من المشاهير، بل هو أحد أغنى رجال العالم ومؤسس لأحد أضخم مواقع التجارة الإلكترونية، ما جعله هدفًا دائمًا للنشطاء البيئيين.
تواجه مدينة البندقية، المصنفة ضمن التراث العالمي، أزمة حقيقية بسبب السياحة المفرطة وتغير المناخ. ورغم فرض السلطات المحلية رسوم دخول للزوار اليوميين، فإن المدينة تستقبل خلال موسم الذروة أكثر من 100 ألف سائح يوميًا، ما يزيد الضغط على بنيتها التحتية وهويتها الثقافية، وفي هذا السياق، يُنظر إلى حفلات النخبة، مثل زفاف بيزوس، إما كفرصة اقتصادية، أو كرمز لتسليع المدينة ومعالمها، ما يعمّق النقاش حول مستقبل المدن التاريخية في عصر العولمة الفاخرة.